کد مطلب:335847 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:161

حادثة الصحابة فی صلح الحدیبیة
فموضوع هذه الحادثة، أن رسول الله صلی الله علیه وآله خرج فی السنة السادسة للهجرة

یرید العمرة مع ألف وأربعمائة من أصحابه فأمرهم أن یضعوا سیوفهم فی القرب وأحرم هو وأصحابه بمنطقة تسمی (بذی الحلیفة) وقلدوا الهدی لیعلم قریشا أنه إنما جاء زائرا معتمرا ولیس محاربا، ولكن قریشا بكبریائها خافت أن یسمع



[ صفحه 348]



العرب بأن محمدا دخل عنوة إلی مكة وكسر شوكتها، فبعثوا إلیه بوفد یرأسه سهیل بن عمرو بن عبد ود العامری وطلبوا منه أن یرجع فی هذه المرة من حیث أتی علی أن یتركوا له مكة فی العام القادم ثلاثة أیام وقد اشترطوا علیه شروطا قاسیة قبلها رسول الله لاقتضاء المصلحة التی أوحی بها إلیه ربه عز وجل. ولكن بعض الصحابة لم یعجبهم هذا التصرف من النبی وعارضوه فی ذلك معارضة شدیدة وجاء عمر بن الخطاب فقال: ألست نبی الله حقا؟ قال: بلی، قال عمر: ألسنا علی الحق وعدونا علی الباطل؟ قال: بلی، قال عمر: فلم نعطی الدنیة فی دیننا إذا؟ قال رسول الله صلی الله علیه وآله: إنی رسول الله ولست أعصیه وهو ناصری، قال عمر: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتی البیت فنطوف به؟ قال: بلی، أفأخبرتك أنا نأتیه العام؟ قال عمر: لا قال: فإنك آتیه ومطوف به. ثم أتی عمر بن الخطاب إلی أبی بكر فقال: یا أبا بكر ألیس هذا نبی الله حقا؟ قال: بلی. ثم سأله عمر نفس الأسئلة التی سألها رسول الله، وأجابه أبو بكر بنفس الأجوبة قائلا له: أیها الرجل إنه لرسول الله ولیس یعصی ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه، ولما فرغ رسول الله من كتاب الصلح قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فوالله ما قام منهم رجل حتی قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم یمتثل لأمره منهم أحد دخل خباءه ثم خرج فلم یكلم أحدا منهم بشئ حتی نحر بدنه بیده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأی أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم یحلق بعضا حتی كاد بعضهم یقتل بعضا [1] .



[ صفحه 349]



هذه مجمل قصة الصلح فی الحدیبیة وهی من الأحداث المتفق علیها عند الشیعة والسنة وقد ذكرها المؤرخون وأصحاب السیر كالطبری وابن الأثیر وابن سعد فی الطبقات وغیرهم كالبخاری ومسلم. فهذه الحادثة تحتاج إلی وقفة تأمل... فهل سلم الخلیفة عمر بن الخطاب ولم یجد فی نفسه حرجا مما قضی الرسول صلی الله علیه وآله؟! أم كان فی موقفه تردد فی ما أمر النبی؟ وهل سلم بعد ما أجابه رسول الأمر وخصوصا فی قوله: أو لست نبی الله حقا؟ أو لست كنت تحدثنا؟ إلی آخره. الله أكبر!! سبحان الله!! أنا لا أكاد أصدق ما أقرأ وهل یصل الأمر بالصحابة إلی هذا الحد. فقلت: لو أن القصة ترویها كتب الشیعة فقط لقلت بأن كتب الشیعة مزورة، لكن القصة ترویها كتب الفریقین فأین المفر من ذلك..؟ فحاولت أن أجد مبررا وتأویلا یخرج ویخلص سیدنا عمر من هذه الجرأة علی الرسول صلی الله علیه وآله لأنه بهذه الجرأة شجع بقیة الصحابة بعدم الامتثال إلی أوامر النبی. أقول: كیف یتجرؤون علی النبی وهم بحضرته وشاهدوا فیه المعجزات والبراهین؟ وأزید علی ذلك: اعتراف الخلیفة عمر بأنه عمل لذلك أعمالا لم یشأ ذكرها - ما یردده فی موارد أخری قائلا: ما زلت أصوم وأتصدق وأصلی وأعتق مخافة كلامی الذی تكلمت به.. إلی آخر ما هو مأثور فی هذه القضیة.. وهذه الحادثة العجیبة الغریبة ولكنها حقیقة.



[ صفحه 350]




[1] هذه القصة أخرجها أصحاب التواريخ والسير وأخرجها البخاري في صحيحه من كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد، ج 2 - ص 122.